أسباب إنشاء مؤسسة جبر الخواطر
رئيس مجلس الأمناء الأستاذة أماني المحرزي: هدفنا الرئيسي هو الإرتقاء بالمجتمع و مساعدة المحتاجين.
مؤسستنا لجبر الخواطر صدقة جارية على روح إبني الشهيد وأسأل الله أن يتقبله من الشهداء.
نشاط المؤسسة لا يقتصر على مساعدة المحتاجين بل مساعدة مرضى الفشل الكلوي و أمراض الكبد و الأورام .
بالملابس البيضاء تنتظر السيدة الفاضلة أماني المحرزي لقاء إبنها الشهيد محمود المحرزي بقلب راضٍ ، مطمئن و بوجه بشوش لتخبره بأنها أدت الوصية.
“مش هلبس حاجة سوده ومش هعلن الحداد “أنا إبني لسه عايش ومنور البلاد مصداقاً لقوله تعالى ( وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ )
وقفت كالجندي وضحت بأغلى شيء من أجل بلادها.
ضحت بأغلى ما تملك و هو فلذة كبدها.
ضحت بإبنها لتحيا مصر.
رغم مرارة الفراق و كسرة الفقدان ، إلا أنها ظلت شامخة قوية و على إستعداد أن تقدم نفسها من أجل بلادها.
تُصبّر نفسها و تَحْتَمل ألم الفراق ، و تنتظر ساعة اللقاء فتعود راضية مرضية قوية صلبة و سعيدة بهذا اللقاء.
لكن القصة ليست كلها أوجاع ، بل فيها الكثير من المثابرة و التصميم لتحقيق الهدف.
ليست كلها ضعف ، ففيها الكثير من القوة.
من رحم التجربة العلقم إستطاعت السيدة أماني المحرزي أن تقدم كل ما هو مُلهِم.
درس لكل من فقدت إبنها مثلها ، لكل من لا زالت تلف صغيرها بين ذراعيها و تخاف علية من المستقبل.
شيدت بروح إبنها الشهيد مؤسسة خيرية ترفع “الإنسانية ” شعاراً لها ، تزرع الحب و الخير كما زرعت من قبل فى شهيدها تقوى الله وأصول النخوة و الرجولة و الإنسانية وحب الوطن .
بمساندة أحبائها المخلصين قررت أن تبعث برسالة إحترام و محبة من خلال مؤسسة “جبر الخواطر” التي تستهدف فقط وجه الله الكريم من خلال جبر خواطر من ضاقت أحوالهم و قلت حيلتهم في الحياة.
حاورناها لنتعرف على رسالة المؤسسة وأهدافها.
في البداية حدثينا عن أسباب إنشاء المؤسسة و علاقة الشهيد محمود المحرزي بإطلاقها لتكون مؤسسة خيرية ؟
قبل إستشهاد إبني الشهيد بإذن الله محمود المحرزي كنا نفكر دائماً في عمل خيري ، فكان دائما على يقين بأنه يخوض طريقاً أخره إما النصر أو الشهادة . و كان دائما يسألني ( كيف أقدم عمل خيري دائم المنفعة للناس وخاصة المرضى والمحتاجين يا أُمى ؟ )
فكنت أقول له ( يابنى كل اللى بتقوم بيه فى شغلك كظابط شرطة وبإخلاص هو بالفعل لوجه الله تعالى وخلينا نفكر إيه طبيعة العمل ده )
قال لى الحمد يا أمى أنا بعمل كده وبراعى ربنا أوي في شغلى دانتى اللى معلمانا الله ناظرٌ إلى الله شاهدًٌ على الله معى . ففى البداية وفقنا الله تعالى في بناء دار لتحفيظ القرآن العظيم ، و كانت تساورنا أفكاراً أخرى خيرية ، و لكن بعد إستشهاده كان هذا لى بمثابة الأمر الواجب التنفيذ.
و الذى بسببة كان القرار الذي وفقنا الله له و بمعية أحد المخلصين المقربين من الشهيد و الذى كان قدوتة الحسنة طوال حياتة ، أقمنا عمل خيري يكون الهدف منه التقرب من الله و تحقيق مهمتنا فى الحياه من خلال التعبد بالعمل المقرون بالإخلاص لكل ما هو فيه الخير للناس و جبر خواطرهم ، فمن هنا جاءت فكرة المؤسسة أسميناها “جبر الخواطر”
حدثينا عن اهداف المؤسسة ؟
أهدافنا محددة ، و هى إنشاء مجتمع تنموي ومساعدة الفقراء و المرضي وذوي الإحتياجات الخاصة.
و خلق عضو عامل فعال في المجتمع .
لا نستهدف صناعة متلقين للأموال و التبرعات ، و لا نعمل من أجل الشهرة أو المنصب الإجتماعىي أو الدخول فى الحياة السياسية و لا نعمل إلا مع من نتوسم فيه الإخلاص لله.
بل ننادي بمؤسسة تربي نشأ لا يطلب إلا من الله و لا يعتمد إلا على نفسه فى الكسب.
و من هذا المنطلق نسعى دائماً للإعتماد على الأيدي العاملة من خلال الأشخاص الذين يتقدمون للمؤسسة بنية المساعدة و نرى لديهم الرغبة فى تغير أنفسهم أولاً و التحول من فرد مستهلك إلي فرد منتج.
فيتم إختيارنا لهذه الفئة من خلال دراسة كل حاله على حدة و توظيف جهودها بإمكانياتها و مهارتها المكتسبة في الحياة للوقوف علي صلاحيته للعمل الذي سيكلف به و حتى من كان منهم ليس لديه القدرة و إنما لدية الإرادة فله أيضاً مكاناً بيننا.
بعد الإنتهاء من هذه الدراسة الكافية و تحليلها من جميع الجوانب نقوم بإختيار العمل المناسب بما يتوافق مع هذة الإمكانيات و الموارد البشرية و التى تستطيع تحقيق ذلك عملياً على أرض الواقع و القضاء على ظاهرة التسول و الشحاذة و إستغلال عطف المتصدقين و المتبرعين و تَلقي الأموال منهم.
فمثلاً من كانت تملك القدرة لتقديم عمل ما وليس لديها الإمكانيات فنقوم بتشغيلها في مشغل لإكتساب الخبرة العملية أو نعلمها من البداية أصول الخياطة علي سبيل المثال لإيصال الفكرة و نساعدها بعد ذلك بشراء “ماكينات للخياطة” .
لا نكتفي بذلك وإنما نقوم بتطوير و ثقل موهبتها و إرسالها إلي المدن لتلقي الدورات التدريبية.
حتي تكون بعد ذلك مركزاً للإنطلاقة و تعليم أهل قريتها ما تعلمته كطريقة منها لرد الجميل لله الذي سخرنا من فضلة الكريم إلي ما وصلت اليه.
بعد أن تصل إلي هذا المستوي و الخبرة من الإنتاج يتم التسويق لمنتجاتها بحيث يكون هناك جزء من الأرباح متفق عليه يتم عن طريقة إعانة شخص آخر في مكان آخر لإقامة مشروع جديد و إنتشال شخص جديد من براثن البطالة.
لا ننسي طبعاً كبار السن و ذوي القدرات الخاصة في مشروعاتنا لتنمية المجتمع ، فالسيدة التي هي فوق سن ال ٥٠ أو ذوي القدرات الخاصة و ليس لديها إي إمكانيات تُأهلها للعمل خارج المنزل.
تتيح المؤسسه لها الفرصة على الكسب بطريقة لا تؤذي مشاعرها ليس من خلال الصدقة و الإحسان و إنما على سبيل المثال و ليس الحصر تتقاضي أجر مقابل عمل بسيط لا يحتاج خبرة و هو تركيب ( مشابك الغسيل )
كل هذه الأفكار و التي تستهدف طائفة معزولة عن المجتمع هي للأسف حصاد سنين طويلة من الفساد الذي كان له عظيم الأثر علي ما وصلت اليه هذه الفئة من تدهور أخلاقي، تعليمي أدبي و ديني أدي في النهاية إلى ما هم عليه الأن.
فكان لنا شرف أن نصل بهذه المشاريع متناهية الصغر إليهم و نساعد على رفع معنوياتهم و إعطائهم الأمل في الله بتسخير المخلصين للمخلصين و نَحسَبُنَا كذلك.
فمثلاً السيدة المسنة أو ذوي القدرات الخاصة التي ذكرتها سابقاً شرطاً من شروط فتح ملف لها في المؤسسه كان أن تستثمر وقتها أثناء جلوسها في العمل بذكر الله و الثناء عليه و حمده علي جميع النعم ، بهذا المثال البسيط يمكن أن يصلك هدفنا الخفي ألا ( و هو بناء القيم من جديد من خلال إنارة الطريق لمن ضله )
فنحن نسعى دائما للحفاظ على كرامة الفرد ، و يساعدني في ذلك مجلس أمناء المؤسسة بمساعدة مديرة متخصصة للمؤسسة نسعى جميعاً لجبر الخواطر ، و الله أكرمني بالشركاء المخلصين ، نستهدف جميعاً عملاً تطوعياً لوجه الله الكريم.
حدثينا عن مجلس أمناء المؤسسة ، و خططكم للوصول لأهدافكم؟
أريد أن أبعث بالشكر إلى أحد المخلصين الذي يرفض دائماً ذكر إسمه في مثل هده المحافل لأنه سبباً أساسياً في إنجاح هذه المؤسسة التي أشهرناها منذ شهرين.
لكن العمل فيها قد بدأ منذ وقت بعيد ، تعود القصة إلى جدتي “الحاجة رابعة” رحمها الله ، و التي كانت مشاركة لعدد كبير من أبناء بلدنا في الصعيد.
حيث كانت تدخل شراكة في شراء مواشي و طيور و مساعدة أبناء البلد في تربيتها ليحصدوا من ورائها قوت يومهم.
و لم يعرف أحداً منا بهذا الخير ، حيث كانت نيتها تطوعية في مساعدة الفقراء ، و أصبحت نموذج يحتذى به في الخير ، في بناء مجتمع عملي.
و هذا يؤكد أن من يفعل شيئا لله لا يجني إلا الخير ، و ورث منها هذا المخلص نفس الطريقة وسار علي نهجها في أعمال الخير ، و رفض الجهر به ، و ساعدنا في أن تُكمل المؤسسة مشوارها القديم.
و ذلك بالإتفاق مع مجلس الأمناء الذين هم نخبة ممتازة ، شخصيات بارزة في الإقتصاد تستهدف إقامه مشاريع متناهية الصغر ، و يسر الله لنا أناس تملك المنصب و الجاه و السلطان و تساعدنا من هذا الإتجاه.
لنكمل بعضنا في بناء مجتمع متكامل ، بعض من المشاركين لا يحبوا الظهور بأسمائهم ، و يكتفوا بعمل الخير و أخرون يجهروا بذلك و يتشرفوا به.
و ما هو نشاط المؤسسة في مركز أبو تشت؟
إخترنا هذا المركز في محافظة قنا ، و مسقط رأس” المحارزة”، و فضلنا أن تكون صدقة جارية لأجدادنا و أحفادنا و ذريتنا.
بدأنا بمشروع ماكينات الخياطة في ٣٦ قرية بالمدينة لمساعدة أسر تسعي لمصدر دخل و لا تستطيع.
و بدأنا بالإستعانة بمدربين لتعليمهم ، و من خلال المؤسسة نقوم بتسويق هذه الأعمال.
أيضاً ساهمنا في مشروعات لتربية الأغنام ، و الكسب منها ، و نحن نبحث عن ما يريده الناس و نساعدهم.
هل تقوم مشروعات المؤسسة على مساعدة المرضى؟
نعم، بالفعل هناك ثلاثة أمراض تتعامل معهم المؤسسة ، و هي الفشل الكلوي و الكبد و الأورام.
نحاول أن نساعد أصحابها و نعطيهم شهرية لمساعدتهم في التغلب على متاعب الحياة و متاعب المرض.
و هناك مثلاً السيدة التي تعول أولاد عندما تحصل على جرعة العلاج الكيماوي – فهي قد تعالج على نفقة الدولة – لكنها لا تملك قوت يومها ، نحن نساعدها و نحضر لها الطعام ، و هذا ضمن مخططاتنا بإطعام الفقراء.
و بينما كنَّا نوزع اللحوم في مركز أبو تشت و قالت سيدة: “أننا منذ ثلاثة أشهر لم نذق طعم اللحم.
و هناك أفكار كثيرة نتعاون لتقديمها من بينهما فكرة أحد المخلصين لدعوة جميع قرى أبو تشت للتعاون مع المؤسسة ، و نتمنى أن تكون المؤسسة عالمية.
هل في مخططاتكم خلق فروع إضافية للمؤسسة في قرى ومحافظات مصر وخارجها؟
نفكر بالفعل في إقامة فروع للمؤسسة في كل قرى مصر و في دول أخرى أيضاً ، فالمؤسسة ليست منصب نتمناه ، لكنها خير نسعى إليه.
و لذلك نرحب بإقامة فروع في دول أخرى و قرى أخرى ، بشرط تطبيق أسس المؤسسة بالعمل على خروج عضو عامل في المجتمع ، و إستهداف حماية الأسرة كاملة.
بداية من الأطفال فهم يذاكرون في المدرسة صباحاً و نحن نساعدهم مساءً في الذهاب إلى لحفظ القرآن العظيم ، سعياً لإنارة العقول.
أما فئة الشباب فنقيم لهم مشروعات و ننمي مواهبهم ، و فئة السيدات و الرجال الذين تخطى عمرهم ٥٠ عاما ، و الذين يتم التعامل معهم كفئات مهمشة ، نساعدهم أن يكونوا أعضاء عاملين بأفكار مختلفة.
و هل هذا يتفق مع توجه و مبادرة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي للمشروعات الصغيرة؟
بالفعل ، من خلال مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي نصنع بذره و نضع الشعب كعضو عامل ، و نجعل جميع أفراد المجتمع أعضاء عاملة لا نستهدف أجوراً شهرية ، لكننا نستثمر مجهودات الشباب للقضاء على منابع الإرهاب ، فإذا أحسنا إستثمار وقت فراغ شبابنا فمصر ستصبح الأفضل في العالم.
شعاركم مؤسسة لكل المصريين فما المقصود ؟
المؤسسة بالفعل لكل المصريين ، نحن نستهدف القبطي قبل المسلم ، و كل مصري من حقه أن ينال ما تعطيه المؤسسة.
و أتذكر وقت ذبحنا الأضاحي في عيد الأضحى قبل أن نعطي المسلمين أعطينا الأقباط.
و من مؤسسين المؤسسة الأستاذ أنيس جرجس لأننا ننادي بأننا جميعنا واحد.
نحن في مصر نملك أيادي عامله مطلوبين في العالم كله و نملك مواهب مختلفة و أصولاً في الحِرف المختلفة ، و نسعى لإستخدام هذه الإمكانيات بما يرضي الله ، و نتمنى أن تكون مصر الأفضل.
المؤسسات الخدمية لها دور كبير في تنمية المجتمع حدثينا عن هذا الدور؟
المجتمع وحده لا يستطيع أن يفعل كل شيء ، الدولة لن تكون كلها موظفين حكومة ، من ينهي عمله الساعة الثالثة مساءً لابد أن يعمل في مهنة أخرى تساعده ، لأن ذلك هو الانتماء للوطن.
لابد أن يعي الجميع أنه يجب عليه أن يرفع إسم بلاده عالياً ، و دور المؤسسة عمل ديني تنموي ، الحب للوطن دين و الإنتماء للوطن دين ، “الله أكبر” معناها أننا نفعل كلمته ، و أن نجبر خاطر كل إنسان.
و ما نصيحتك للمؤسسات الخيرية في تقديم رؤية هادفة للعمل التطوعي و خدمة المجتمع المدني؟
رسالتي لكل مؤسسة “الإخلاص لله”، قال صلى الله عليه و سلم فيما معناه “عمر أمتى بين الـ٦٠ و الـ٧٠” لذلك نريد أن نفعل في حياتنا ما يستحق أن نعيش من أجله.
أريد أن أستثمر وقتي و عمري لأننا سنسأل عن أعمارنا فيما أفنيناه ، نحن “نستثمر للأخرة” و أحد المخلصين قال لي: “أنا أعمل لنفسي ، أنا لا أحب كلمة أعمل لله ، لأن الله لا ينتظرنا” و المهم أن نعمل لأنفسنا و لأخرتنا. ( لأننا سنحاسب عن أنفسنا)
و أتمنى من المؤسسات و الجمعيات أن تستثمر جهدها مع الله بالإخلاص ، و تساعد على خلق أعضاء عاملة ، و إقامة كتاتيب لتحفيظ القرآن و المساعدة على تطبيقه ، و تدبر القرآن الكريم ، و غيرها من الأعمال التي تصلح من حال المجتمع.
جدك كان صديقاً للشاعر حافظ إبراهيم فماذا تعلمتم منه؟
جدنا المستشار أحمد القاضي ، كان صديقاً شخصياً للشاعر حافظ إبراهيم ، الذي تأثر كثيراً بشخصية جدي و حكمته في تجسيد القرآن بالأعمال ، مما دفعة الى مدحه بشعر يذكر فيه مناقِبه و خصاله الخيرة ، و أخلاقياته التى كانت تَندُر فى المجتمع آن ذاك.
هذا بالإضافة إلى التسابق لكل عمل يكون له الأثر في إدخال السعادة و السرور على قلوب الأخرين و هذا ما يجسدة الأحفاد الأن من خلال نفس الأعمال التى تقوم بها المؤسسة مع جميع المخلصين لله من المؤسسين و القائمين على جميع الأعمال أسوة بالجد الطيب.
هل تعتقدي أنك نفذتي وصية إبنك الشهيد؟
الشهيد سبب الخير في كل شيء ، دائماً كان يحثني على البداية ، كان دائماً يطلب مني أن أسعى لعمل الخير ، و كان قدوته في الإخلاص و عمل الخير أحد المخلصين إل ذكرته سابقاً.
و أتذكر عندما كان الشهيد في فترة الخدمة ، كانت تعرض عليه الكثير من الرشاوي لكنه كان يترفع عن أي عمل مشين ، فكان يستثمر وقته ، و كان عندما يقبض على تجار المخدرات و يرسلون له رسائل رشوة و تهديد بالموت ، و لكنه قال: “قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا”
كل ما كان يفعله كان بداية للخير ، كوَّنا معاً هو و قدوته حكايات و تفاصيل كانت بداية عمل الخير.
كيف كان شعورك حينما حدثك إبنك الشهيد عن جنازته قبل الإستشهاد؟
و هنا لم تتمالك محدثتنا دموعها وهي تقول:
قبل إستشهاده قال لي: “في جنازتي يا أمي سأراك بوجه بشوش و ضحك كثيراً” وقتها كان يضحك و أعتقدت أنه يضحك مثل عادته ، فدائماً كان يستهدف الشهادة أو النصر ، و لذلك أستشهد و هو يقضي واجبه ، و هو يقبض على تجار المخدرات ، و قال لي وزير الداخلية محمد إبراهيم: “إذا كان في كل قسم ضابط مثل محمود المحرزي ستعيش مصر في أمان”.
و تضيف:
“لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون”
أنا دائما أراه حي في ملكوت الله و يحدثني بأنه يرى أوضاعنا ، أنا أشعر بوجوده دائما ، و هذا ما يعطيني الأمل أنه يعيش في حال أفضل ، و أنتظر أنني سأرافقه في مماتي ، و سعيدة لأنني شاهدت له رؤيا بعد إستشهاده قال لي: “أنا نجحت و سمعت كل ما علمتيني أياه”.
و ما الرسالة التي توجهيها لكل أم لرجال مصر الأوفياء من أبناء القوات المسلحة و الشرطة و شعبها العظيم؟
عندما نجلس “أمهات الشهداء” نحزن على الفراق و مرارته ، لكننا فخورين بأن أبنائنا في الجنة و فى الفردوس الأعلى ، الشهيد سعى من أجل الكشف عن المخدرات و القضاء على الفساد و المخدرات ، نحن فخورين ، و إذا إخترنا مستقبل لأبنائنا ستكون هذه أفضل طريقة ، و القرآن بشرنا بدخولهم الجنة.
إرتديت الأبيض يوم إستشهاده ، لماذا؟
إرتديت الأبيض ، لأنه يدل على الصفاء و النقاء، الله كرّمني في إبنى ، و زوجه الحور العين ، و أتمنى من الله إن يلحقنا به على خير، و يكفى أن الله كرّمني و منحني لقب أم الشهيد.
أنتِ قدوة لكل أم تربي أبنها على التضحية ، ما الرسالة التي توجهيها للأمهات؟
أقول لهن ربوا أبنائكن على ثلاث كلمات “الله ينظر إليّ ، شهيد عليّ ، الله معي”
فأنا ربيت أبنائي على أن الله يرانا و يشهد علينا ، فدائماً أقول لأي منهم: وحدك أو بين الناس خاف الله ، فأي إنسان يستشعر الملكين و هم يكتبون ، يفعل الصواب ، و الله سميع بصير.
و أنا ربيت أبنائي أن العلاقة مع الله هي الإستثمار الحقيقي ، والدي كان موجهاً للغة العربية رباني و علمني كيف أجعل أبنائي رافعين شعار بلادهم.
و هذا ما علمته لأبني ، فهو أول من وضع خطة و دراسة للقضاء على تجارة الأعضاء البشرية و تدرس الآن في أكاديمية الشرطة ، و هنا سيرته باقية ، عمره ٢٧ عاماً و لكنه خلد أسمه بفضل أعماله.
و أقول للشباب خلد إسمك بأعمالك ، لذلك رسالتي و رسالة إبني أن نفعل الخير انتظاراً للقاء الله ، فهذا الخير هو ما يخلد إسمك في الدنيا و ترزق به الجنة في الأخرة.
و أتذكر أنه لم يفعل أبداً لدنياه لكنه كان يفعل لآخرته ، و فسرت له حلماً أنه سيكون وزير داخلية ، و قلت له أتوقع أن تكون منزلتك أكبر فقال لي منزلتي أكبر من ذلك.
و أجرى العديد من اللقاءات الصحفية قبل إستشهاده ، شرح فيها كيف حرر أسرة كاملة في المرج تم إختطافها.
حتى في حادث إستشهاده ؛ يُدرس في أداء الواجب الوطني ، قبض على أول دولاب مخدرات و لم يسكت لكنه قبض على ثاني دولاب مخدرات ، و قبض على الدولاب الثالث لكن خزانة سلاحه فرغت فأصيب في رقبته و أُستشهد.
في النهاية قضيتي عمرك في العمل الخدمي ، ما أمنياتك في المستقبل لتحققي أمل الشهيد و تلبي أمنياته؟
أملي أن تكون مؤسسة “جبر الخواطر” صدقه جارية لكل من يعمل فيها.
و لذلك من يخلص للعمل لوجه الله سيرى خيراً بفعله و عمله.
فرغم أنني أعمل أستاذة جامعية ، و أملك إجازة في القاعدة النورانية التي تعلم غير الناطقين باللغة العربية قراءة القرآن ، و أسافر إلى ألمانيا في كل عام للتعريف بالقاعدة النورانية.
إلا أن عملي في المؤسسة أحدث في حياتي تغييراً كبيراً ، و أتمنى أن ألتقي إبني بهذه المحبة.
أحدث التعليقات